نواصل عرض قصص الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم
عن أبي برزة الأسلمي قال : كانت الأنصار إذا كان لأحدهم أيم لا يزوجها حتى يعلم هل للنبي فيها حاجة ـ كل ذلك رغبة في مصاهرة النبي لينالوا الفخر العظيم وتكون ابنتهم من أمهات المؤمنين ـ فقال النبي لرجل من الأنصار: (زوجني ابنتك)، ففرح الرجل وقال: (نعم وكرامة يا رسول الله ونعمة عين) والرجل يظن أن النبي يخطبها لنفسه، فقال عليه السلام: (إني لست أريدها لنفسي) قال الرجل: فلمن يا رسول الله ؟ قال (لجليبيب).
أما صفات جليبيب ، فهو رجل من عامة المسلمين فقير ، ليس له قبيلة لها منعة وقـوة ، ومع هذا فهو دميم الخلقة ليس فيه شيء من الحسن ليرغب النساء فيه .
فقال الرجل: يا رسول الله أشاور أمها.
فأتى الرجل زوجته فقال: رسول الله يخطب ابنتك، فقالت: نعم ونعمة عين ، فقال: إنه لا يخطبها لنفسه إنما يخطبها لجليبيب، فقالت المرأة: لا، لعمر الله لا نزوجه، فلما أراد الرجل أن يقوم ليأتي رسول الله فيخبره بما قالت سمعت البنت الصالحة التي تربت على الإيمان والطاعة لله ورسوله الخبر فقالت: من خطبني إليكم ؟ فأخبرتها أمها، قالت البنت الصالحة: أتردون على رسول الله أمره؟ ادفعوني إليه فإنَّه لن يضيعني – أي: ادفعوني إلى النبي عليه الصلاة والسلام فإنَّه لن يختار لي إلا رجلاً صالحاً- فانطلق أبوها إلى رسول الله فقال: شأنك بها فزوجها جليبيباً .
ولنترك سياق القصة وهذه المرأة الصالحة إلى جليبيب المجاهد.
عندما سمع جليبيب عن نية رسول الله في الخروج إلى غزوة خرج معه استجابة لأمر الله وأمر رسوله بالجهاد في سبيل الله، وهي فرصة لهذا الرجل أن يبذل نفسه رخيصة من أجل الله ورسوله...
وبعد ما أفاء الله على رسوله وانتهت المعركة، قال لأصحابه: (هل تفقدون من أحد ؟) قالوا: نفقد فلانا ونفقد فلاناً ، قال : ( انظروا هل تفقدون من أحد) قالوا: لا، قال رسول الله : ( ولكني أفقد جليبيباً فاطلبوه في القتلى) فطلبوه فوجدوه إلى جنب سبعة قد قتلهم ثم قتلوه، فأتاه رسول الله فقام عليه فقال: (قتل سبعة وقتلوه هذا مني وأنا منه هذا مني وأنا منه) ثم وضعه رسول الله على ساعديه، وحُفر له، ماله سرير إلا ساعد النبي ، ثم وضعه في قبره ولم يُذكر أنه غُسّل)
فهذا الرجل دعاه حب الله ورسوله إلى أن يبذل نفسه في سبيل الله، فكانت له الشهادة من رسول الله عليه الصلاة والسلام بهذه الكلمة: ( هذا مني وأنا منه ).
ولنعد إلى قصة المرأة الصالحة ، عندما رأى النبي سرعة استجابتها لأمره دعا لها فقال: (اللهم صُبَّ عليها صباً ، ولا تجعل عيشها كدّا ) والمعنى : اللهم ابسط عليها الرزق ووسع لها فيه ولا تجعلها تتعب في طلبه.
قال أنس : فما كان من الأنصار أيم أنفق منها.
هكذا فلتكن استجابة المؤمنين، فلم يردَّها عن امتثال أمر رسول الله رغبة في شيء من زخرف الدنيا الزائل، وإنما اختارت طاعة رسول الله وقدمتها على رغبات نفسها، فرضي الله عنها وأرضاها.
السبت 21 أغسطس 2010, 1:09 pm من طرف غُربة
» قصيدة الشريم في فتوى الكلباني
الإثنين 28 يونيو 2010, 12:20 pm من طرف حدو
» قبل قليل أصبحت أختاً لنا بعد إسلامها !!!!
الأربعاء 23 يونيو 2010, 10:11 am من طرف أبومها
» الشيخ عبدالعزيز الطريفي يرد على عادل الكلباني
الإثنين 21 يونيو 2010, 9:25 pm من طرف قلم رصاص
» أترك أثرا قبل الرحيل فطوبى لمن كان مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر ..
الإثنين 21 يونيو 2010, 8:04 pm من طرف ابو تسنيم
» انزل الناس منازلهم
الإثنين 21 يونيو 2010, 4:29 am من طرف قلم رصاص
» إشراقات الوحي ( 5 )
الثلاثاء 15 يونيو 2010, 5:11 am من طرف عشير المر
» لبِستُ ثوب الرَّجا والناس قد رقدوا
الإثنين 14 يونيو 2010, 11:32 pm من طرف قلم رصاص
» ماهي الضوابط للنظرة الشرعية في الخطبة؟
الإثنين 14 يونيو 2010, 11:15 pm من طرف حتى ظلي له مهابه